سياسة اللعب بالنار في العراق

المقاله تحت باب  في السياسة
في 
20/10/2007 06:00 AM
GMT



لقد كان العراق مركزا للاضطرابات والحروب منذ قديم الزمان ,نظرا لما يتمتع به من ثروات كانت دائما السبب في منازعات الطامعين ,التي كانت السبب في السيطرة البريطانية لعقود طويلة من الزمن وأستغلال موارده الطبيعية وخاصة النفط ,الذي كانت تشتريه بابخس الاسعار بالاضافة الى الموارد والخيرات الطبيعية الاخرى وتصنيعها واعادة بيعها في اسواق العراق التي كانت خاضعة للسيطرة البريطانية ,ان خارطة العراق الحديث عمرها مائة سنة ,حيث انصهرت فيها القوميات واللغات لاقوام مختلفة مكونين شعبا يفتخر بمكوناته المختلفة من عرب واكراد وتركمانيين ومسيحيين واشوريين وكلدانيين وصابئة وايزيديين والخ وهم بقايا حضارات سابقة حكمت العراق او ممن احتموا بالعراق بعد ان تمت تصفيات عرقية لهم كما هو مع الارمن الذين نجوا من المذابح التركية وتوزعوا على بعض البلدان العربية مثل سوريا ولبنان والعراق ,وقد كانت ثورة 14 تموز فاتحة عهد جديد من الانسجام والتألف القومي والديني من مكونات الشعب العراقي

اليوم وبعد مرور 47 عاما على نكبة شباط العفلقية التي اوصلتنا الى ما نحن فيه من حروب عبثية وزراعة الحقد والعداوات بين مكونات شعب العراق الى مصيبة استدعاء والطلب من الاعادي الامبرياليين الامريكان لغزو العراق بحجة وجود اسلحة الدمار الشامل ,الذين عملوا على تهديم كل ماهو موجود من ثروات مادية انتقلوا الان الى مرحلة بناء واقع حال موالي لهم حيث بدات فئات كبيرة من الشعب تطالب ببقاء الامريكان لحفظنا من حرب اهلية قادمة , وخلقت اجواء غير متناغمة بل متضادة في التكوين والبناء بحيث ان الجيش العراقي اذا حقت الحقيقة اقول اذا (ان الجيش العراقي مكون ميليشيات متنوعة متضادة في المشارب والانتماءات) وطلب منه الدفاع عن الحدود الشمالية من البلاد في حالة اقتحام القوات التركية للحدود فيجب عليه اي على الجيش العراقي الذي يدافع عن اراضيه عليه ان يحصل على موافقة من البرلمان الكوردي تسمح له بالتواجد في العراق فهل توجد تناقضات اكثر من هذه؟ ثم اليس علينا ان نسال حكومتنا اين كانت نائمة عندما دخلت قوات حزب العمال الكردستاني واقامت معسكرات تدريب واقامة ؟ان من حق كل شعب ان يناضل من اجل الحرية ولكن ليس على حساب حرية الاخرين ,وكل حزب يتحرك في دولته ولا يتحرك في اراضي الغير بدون اخذ الاذن من الدولة المعنية ,وهذا معناه من الممكن ان يتم سوء استغلال من قبل اخرين ,ان النكبات المتتالية التي مرت على شعبنا العراقي وسوء الادارة والفساد سيبقى السبب الرئيسي في عدم التمكن من ايقاف التدهور الامني والفوضى وان دخول الجيش التركي الى العراق معناه اضافة نكبات جديدة كان من الممكن تجنبها لو كانت هناك حقيقة حكومة ساهرة على شعبها ,مجنبة اياه المصائب .